إيمان صابر.. شابة تقتحم عالم تسيير الشركات

محمد أيت حساين – ورزازات اونلاين
استطاعت المقاولة الشابة والجمعوية النشيطة بإقليم ورزازات إيمان صابر أن تصنع لنفسها مجدا، مقتحمة عالم المقاولة وتسيير الشركات في منطقة كانت مثل هذه الأعمال حكرا على الرجال، وكان التحدي شعارها للوصول إلى النجاح والتميز وعدم الاكتراث بالمطبات والإحباطات.
ونجحت الشابة إيمان صابر، المنحدرة من وسط عائلي محافظ، في تسيير عدد من المقاولات التي تشغل يدا عاملة يفوق عددها 150 عاملا وعاملة؛ كافحت وثابرت من أجل مساعدة والدها في تسيير أعمال المقاولة، ومعروفة في إقليم ورزازات لدى الصغار قبل الكبار، ويلقبونها بـ”المرأة الحديدية”، لكونها اقتحمت مجالات كثيرة، كمجال المال والأعمال، والعمل التطوعي…
وتعرف صابر بسلوك ناطق بالصفات الكريمة والأخلاق النبيلة، وبشخصية هادئة الطباع، حيث اجتمع فيها ما تفرق في غيرها، فهي لا تنام على غل ولا تصبو إلى طمع، ملامح وجهها تعكس الخير والبر والحق والصدق؛ تفننت في قواعد العمل المقاولاتي والسياسي والخيري والجمعوي، وأتقنت كل المجالات بنباهة وحكمة وتبصر، يحترمها الجميع لجرأتها ووضوح مواقفها الصادقة والنبيلة.
وفي شهادته حول إيمان صابر، قال محمد، أحد المقربين منها: “الشابة من اسمها نسجت تعريفها (الإيمان والصبر)، حيث طرقت قلوب الفئات الهشة من المجتمع وابتسمت في وجه التيارات الجارفة بمبادئها النبيلة، وهي من مواليد سنة 1995 بمدينة ورزازات، وتعتبر من الطاقات الشابة التي يزخر بها الإقليم؛ حاصلة على عدة شواهد عليا، على غرار الإجازة المهنية في التجارة والتواصل بجامعة ابن زهر، وماستر في ريادة وإدارة الأعمال بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، ودبلوم في العلوم الاقتصادية بجامعة القاضي عياض”.
وأضاف محمد، في تصريح لورزازات اونلاين: “إيمان (المرضية) تشغل حاليا منصب كاتبة عامة لاتحاد مقاولات المغرب بجهة درعة تافيلالت، وتنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار كأول امرأة منتخبة على رأس لائحة الغرف المهنية، والعضو النسوي الوحيد بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات بجهة درعة تافيلالت؛ هي نموذج للمرأة المكافحة والمناضلة الشريفة من أجل التغيير، تضحي بالغالي والنفيس مقابل ازدهار مسقط رأسها، بالإضافة إلى أنها تشتغل بكل مسؤولية ونكران للذات من أجل حقوق الفئات الهشة وخاصة النساء ومحاربة الاستغلال”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “الشابة بصمت على مسار سياسي وجمعوي وإنساني حافل بالعطاء الفياض، وعرفت أيضا بشخصيتها التي تقبل الاختلاف، بحيث تتوغل في الحضور مع فئات المهمشين والمستضعفين”، مؤكدا أن الشابة إيمان “متيمة بالجد والاجتهاد بحثا عن الأفضل لإقليمها وجهتها دوما فعلا وقولا، فهي كفاءة شابة تؤكد للعموم أن اختيارها عالم الأعمال والعمل الجمعوي والخيري هو الاختيار الصائب والمثالي”.
تقول إيمان صابر في حديثها لورزازات اونلاين: “لدي ارتباط كبير بمدينة ورزازات ليس فقط لأنها مسقط رأسي، بل لأن جدي الحاج أحمد ووالدي محمد صابر من هنا بدآ مسارهما المهني في مجالات تربية المواشي واللحوم والمطعمة”، مشيرة إلى أنها كانت تساعد والدها في أعمال المقاولة منذ صغرها، وكسبت خبرة وتجربة كبيرة في إدارة الأعمال.
وأضافت المتحدثة ذاتها: “حاليا أقوم بتسيير مجموعة من المقاولات بدعم من والدتي ووالدي وزوجي حفظهم الله”، مؤكدة أنها قادرة على النجاح في إدارة الشركات والأعمال الاجتماعية والخيرية التي تقوم بها المؤسسات المقاولاتية التي تديرها، ومشيرة إلى أن “النجاح هو الطريق الصعب والفشل والاستسلام أسهل، لكن العزيمة والتحدي يجعل كل الطموحات ممكنة”، بتعبيرها.
وأضافت صابر: “آمنت بصوتي كامرأة فقررت أن أكون خير نصير للنساء بمنطقتي النائية، والعمل على اختراق الحدود الوهمية بين الرجل والمرأة وتعبيد الطريق أمامها للقيام بدورها كاملا في خدمة المجتمع. لذلك أحاول دائما أن أوفر للنساء، خاصة القرويات منهن، فرص الشغل داخل المقاولات التي أديرها من أجل مساعدة أنفسهن وأسرهن”.
بهذه الصفات تكون إيمان صابر أيقونة من أيقونات التغيير، حملت على عاتقها المساهمة في النهوض بأوضاع المرأة القروية عامة، وخاصة النساء من منطقتها الجبلية تالوين نإكرنان بجماعة غسات، حتى استحقت لقب المحامية والمناضلة والجريئة التي لا تكل عن البحث عن حلول للقضايا الاجتماعية والحقوقية لهذه الفئة”.