
تلوات القرية المنسية
تلوات القرية المنسية
ورزازات اونلاين
إدريس اسلفتو
تعرف الجماعة القروية تلوات بوابة ورزازات نحو مراكش، حالة من العزلة والإقصاء الشديدين، زادت في تعميق جراح التهميش التي ظلت ترزح تحته لعقود من الزمن نتيجة غياب أي تدخل من قبل مدبري الشأن العام بالمنطقة لرفع قاطرة التنمية بهذه القرية الجبلية. إنها إحدى القرى المنسية و التابعة للنفوذ الترابي لورزازات، حيث غياب واضح لأي دور خدماتي يمكن أن يرتقي بالواقع الذي تعيشه القرية، فرغم الوعود المتكررة للنهوض بالخدمات وتحسين أوضاع الناس هناك، يبدو أن كل ذلك ظل مجرد شعارات لا تلامس واقع الحال لتلوات.
ورزازات اونلاين رصدت في جولة لها بالجماعة عدة نقائص ومشاكل تعاني منها تلوات بعد أن كانت الخط السابق للقوافل التجارية من منطقة الصحراء نحو الاطلس و مقرا للسلطة فاليوم اضحت ناسية منسية. ولعل من أبرز المشاكل بدايتا بعورة المسالك الطرقية التي تقف معها حركة التنقل وتتعطل مصالح الساكنة بمجرد هطول بعض قطرات المطر في ظل تدهور الطرقات ووسائل نقل تقي الساكنة عناء ومشقة التنقل إلى أعالى الجبال حيت تقبع تلوات، ومن كان يطلب بالطريق المفروشة بالورود ففي تلوات يقتصر الطلب على تعبيدها قبل كل شيء، و مرورا بضعف الخدمات و غياب أغلب مرافق الحياة الضرورية التي يمكن تلخيصها في إهتراء المدرسة واشكالية هجرة المدرسين بين الحين والاخر ، والمسالك الطرق ، والماء الصالح للشرب والمستوصف…
فاعل جمعوي من أبناء إحدى القرى التي زارتها ورزازات اونلاين قال لنا ” قدمنا طلبات عديدة لمسؤولي الجماعة لإصلاح هذه الطريق الكارثية المؤدية من والى هذه القرية البئيسة عبر ايت بن حدو مع العلم أن في كل مرة يتم ترقيعها بشكل غير مقبول وفي كل مرة نقابل بالتسويف الشيء الذي جعل أهالى هذه القرية يهاجرون منها نحو المدن المجاورة ورزازات مراكش أكادير..” حديث الفاعل الجمعوي زكاه عجوز ستيني من أبناء القرية قابلنه عند مدخل السوق بالقول “نحن منسيون في هذه القرى التي كتب على جبينها التعاسة، لا مدارس في المستوى، لا طرق معبدة، والمرضى يتألمون في بيوتهم والحوامل يمتنَ على ظهور البغال ,أبناء القرية الميسورون يغادرنوها واحد تلو الأخر ونحن الفقراء نكابد للبقاء رغم هذه الظروف القاسية …” هنا انتهى كلام العجوز المقتضب لكن حالة التهميش و الإقصاء التي تعاني منه هذه الجماعة لا يمكن أن تخفى على كل من يملك عين يبصر بها فمظاهر البؤس والتعاسة تراها أينما وليت وجهك، فمجرد التفكير أن السفر لتلوات يكلفك أخد موعد قبل السفر مع صاحب سيارة أجرة اشتهر باسم رشيد تلوات و الاستيقاظ باكرا من السابعة صباحا حيت الانطلاق من محطة ورزازات والوصول عبر طريق واد أونيلا على الساعة العاشرة هي في حد داتها فكرة تغنيك عن السفر …
إن ما تعيشه الدواوير مثل تيمجوجت – تاسكا – إيماونين- تبوكمت – تكندوشت -دوتوريرت ـ تغزة ـ- تافراوت – أنميتر – أنجلز – توراسين – تمليلت…تجكجيت -…، بجماعة تلوات القروية من غياب لأبسط شروط العيش الكريم رغم إمكانية للجماعة والفرص المتاحة لها مرده الى سبب واحد هو أن مدبري الشأن المحلي بالمنطقة لديهم إرادة واحدة هي إرادة اللاتغيير …
لقد كان لتلوات الحظ الأوفر من التساقطات المطرية السنة الماضية التي أبانت عن هشاشة كبيرة في البنيات التحتية بالجماعة ، إذ لايمكن وصف الكوارث التي نزلت بالدواوير، ففي أغلب هذه المناطق، تكاد الحياة أن تكون مشلولة، حيث يعاني السكان من حصار فظيع بسبب انقطاع الطرق. ومن يومنا هذا وبعد إنقضاء المعونات المقدمة لم يسجل بعد أي تدخل جدي يحول دون تكرير الفاجعة من حماية الاراضي الزراعية والمساكن وإنشاء القناطر وتعبيد المسالك الطرقية. فهل نصدق من يقول أن ميزانية الدولة لا تكفي، أو من يقول أن مواطني القري هم مواطنون من الدرجه الثانية، أو أنهم ليسوا بحاجه لكل الخدمات الضرورية أم أن تلوات ستبقى ناسية منسية …