الأصالة و المعاصرة بورزازات يحتفي بالنساء القرويات

الأصالة و المعاصرة بورزازات يحتفي بالنساء القرويات
ورزازات اونلاين
في تطور ملفت و فيما اختارت العديد من الأحزاب السياسية بدء تحضيراتها الانتخابية للاستحقاقات المقبلة سرا و علنا ، انفرد حزب الأصالة و المعاصرة بورزازات بتخليد اليوم العالمي للمرأة لهذه السنة (8 مارس 2016)، باعتباره الحزب السياسي الوحيد بالإقليم الذي أقدم على الاحتفاء بالمرأة الورزازية و تكريم رموزها ، حيث نظمت الأمانة الإقليمية لهذا الحزب يوم الأحد 06 مارس 2016 بفندق ازغور وسط المدينة حفلا ثقافيا و فنيا لتكريم المرأة بهذه المناسبة شكل عرسا نسائيا بامتياز بحكم الحضور الكمي والنوعي الذي ميز فعالياته ، بحيث حضر إلى جانب مسؤولات التنظيم محليا وإقليميا ممثلو العديد من الجمعيات النسائية و المنتخبات بالمجالس المحلية بالإضافة إلى مختلف التنظيمات التابعة للحزب وهيئاته الموازية ومستشاريه الجماعيين و ضيوف آخرين .
استهلت فعاليات هذا الحفل بكلمة للسيد انيس ابن القاضي الأمين الإقليمي للحزب ذكر فيها بتوجهات القيادة الحزبية التي تولي اهتماما لواقع المرأة المغربية التي تعاني الهشاشة والتهميش جراء لا مبالاة الحكومة الحالية التي أخلت بالتزاماتها بهذا الصدد ، مذكرا بمقتضيات دستور 2011 الذي تحث مضامينه على تقوية قدرات النساء التمثيلية و تطبيق مبدأ المناصفة في كل الهياكل الحزبية كما في الترشيح للاستحقاقات المرتقبة ، مشددا على أن القيادة الحزبية تطمح إلى أكثر من المناصفة العددية من خلال إقرار المساواة الحقيقية في المؤسسات والمجتمع ، وهي تراهن على هذا التحدي رغم إدراكها للخصوصيات الثقافية والاجتماعية للمناطق القروية بالخصوص ، ورغم كل هذه المعيقات والإكراهات – يضيف السيد أنيس – فإن القيادة الحزبية التي افرزها المؤتمر الوطني الثالث للحزب تدعم هذا التوجه الأصيل في إطار إستراتيجية موازية تعنى بقضايا المناصفة والمساواة والدفاع عن حقوق النساء وتمكينهن من لعب أدوارهن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا من أجل بناء مجتمع ديموقراطي و حداثي وتقوية مغرب المؤسسات والمساواة والعدالة الاجتماعية في إطار الثوابث الوطنية و الدينية للدولة .
الحفل اتسم بطابع امازيغي عريق بدءا من توشح أغلب مناضلات الحزب بالوشاح الامازيغي و استقبال الضيوف بفرقة أحواش ورزازات ، مرورا بتقديم فقرات الحفل باللغة الامازيغية و مشاركة الفرق الغنائية الامازيغية و انتهاءا بتكريم نساء قرويات ينحدرن من مناطق نائية و جبلية امازيغية في مجملها لم تكن تعرفها الأحزاب عموما إلا زمن الانتخابات ، و هو ما يكسر العرف الذي دأبت عليه بعض جمعيات النخب النسائية التي غالبا ما تتبادل التكريم لنسائها الميسورات و المنحدرات من وسط المدينة دون أي استحقاق يذكر، كما تميز الحفل بتوقيع الشاعرة الامازيغية صفية عز الدين لديوانها الشعري “ازدهار الأشواك ” تحت إشراف الأستاذ و الباحث الامازيغي الكبير ابراهيم اقديم ، كما تضمن أيضا فقرات متنوعة قامت بتنشيطها فرق موسيقية امازيغية و نسائية محلية كفرقة ايموريك و الركبة و الشروق ، واختتمت فعالياته بتقديم جوائز رمزية وشهادات تقديرية تكريما للعديد من الوجوه النسوية اللواتي أظهرن عطاءا متميزا بالعديد من المجالات الحياتية و الإبداعية كالعمل الجمعوي والتعاوني والنضالي اعترافا لما قدمنه من خدمات جليلة لنساء الإقليم بمجموعة من الجماعات القروية النائية .
و معروف بان فكرة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة جاءت على إثر الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة الامريكية سنة 1856 حين خرجت آلاف النسوة للاحتجاج بشوارع نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، احتجاجات رافقها تدخل وحشي لأجهزة الأمن و كانت نتيجتها مئات الشهيدات ، إلا أن هاته الاحتجاجات نجحت في دفع المسؤولين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال سواء بالنسبة للنساء الأمريكيات أو الاوروبيات فيما بعد ، ما أدى إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي . غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا سنوات طويلة بعد ذلك لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماده بشكل رسمي، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن.