بالصور ، مبادرة فاعل خير ورزازات تجدد العهد بالعطاء بمنطقة إيشباكن

بالصور ، مبادرة فاعل خير ورزازات تجدد العهد بالعطاء بمنطقة إيشباكن
ورزازات أونلاين
عبد الرحيم أيت علي
على مدى أزيد من شهرين ، دأب شباب جمعية مبادرة فاعل خير ورزازات على إستقبال المساعدات و المساهمات من طرف المحسنين بورزازات و خارجها ، إستعدادا لتنظيم قافلة تضامنية إلى دوار إشباكن جماعة إيمي نوولاون بإقليم ورزازات.
استمر الشباب في العمل على قدم وساق إلى حدود يوم قبل موعد القافلة، لجمع الملابس والأحذية والموادا الغذائية و تعبئتها في الأكياس، الهمة و النشاط و حب العمل التطوعي كانت أبرز سيماتهم دون كلل و تعب.
انطلقت القافلة حوالي الساعة الثالثة صباحا يوم الأحد 10 يناير 2015 ، في جو بارد يشهده الإقليم في هذه الفترة من السنة ، حيث القافلة هي ثامن مبادرة قامت بها الجمعية ، و كان آخرها لمنطقة تيمسليت ايت عفان بجماعة ايمي نولاون.
كان الجميع متحمسا لتقديم الخدمة الإنسانية لأطفال و أسر عزلتهم التضاريس الجبلية و حرارة البرد القارس و الثلوج ، و كذا المسافة التي تربط مدينة ورزازات و إيشباكن، منها ما يقارب 30 كلمترا من المنعرجات الوعرة و الطريق غير المعبدة تتشكل ،
بعد ما يقارب ساعتين من الرحلة ، وبزوغ الأشعة الأولى للشمس الذهبية بين جبال إيمي نوولاون ، توقفت القافلة لمدة فاقت نص ساعة نظرا لعدم عدم قدرة السيارة المحملة بالمساعدات على المسير ، وبسبب وعورة الطريق، فما كان على الشباب إلا تحمل برودة الطقس و العمل على نقل بعض المساعدات إلى سيارة أخرى لحل المشكل ، حتى يتم تجاوز العقبات والمنحدرات التي تطل على بعض المساكن المنتشرة هنا وهناك بأسفل الجبال والتي لا تظهر منها إلا المداخن.
بعد أقل من ساعة ، تحط القافلة رحالها بإيشباكن ، ليستقبلها السيد محمد الهموري”فاعل جمعوي بالمنطقة ” ببيته المتواضع ، في جو من المرح و سعة الصدر و بكل عفوية لا نجد مثيلها أحيانا عند البعض ممن يعيش في الخيرات و ظروف عيش ملائمة ، ليترجم لنا بتصرفه هذا براءة النفوس و طيبة الإنسان القروي عامة و الإيشبكاني خاصة،….
إنطلق النشاط بمقر مدرسة فرعية إيشباكن التابعة لمجموعة مدارس إميزري ، و كان للنساء موعد تحسيسي و توعوي من تقديم عضوتين من طاقم المبادرة ، كما إستفاد التلاميذ من ورشات توبوية و ترفيهية للجمعية المغربية للتربية على الشبيبة فرع ورزازات ، لحظات أنست الأطفال روتين الدراسة ولو لساعات قلما عايشوها من حين لأخر و في إنتظار طويل الأمد لقدوم جمعية أخرى لنفس الغرض .
لم تفوت جريدة ورزازات أونلاين الفرصة لتسليط الضوء على شخصين بارزين في النشاط، كان لهم دور في تسهيل العملية للجمعية بالمدرسة ، الأستاذ محمد المسيح القادم من تنغير ، و الأستاذ عبد اللطيف لحلو من الرباط، اللذان جمعتهما مشيئة الله و رزقه لتقاسم الحلو و المر بين أحضان جبال إيشباكن لمدة سنتين إلى حدود كتابة هذه الأسطر.
من خلال دردشة خفيفة معهما و زيارة لكوخهما الصغير حسب ما وصفه به عبد اللطيف مازحا ، أطلعا الجريدة على بعض جوانب الحيات بالمنطقة و أبرز مقوماتها التي تعتمد على الفلاحة خاصة فاكهتي التفاح و الجوز و كذا تربية الماشية التي تدر دخلا مهما على بعض الأسر بالإضافة لتربية النحل،
و عن معاناتهما يحكي عبد اللطيف قائلا ” بعض المرات يقدر منشوف العائلة على شهرين و أكثر…” بسبب صعوبة المسالك و الطقس المظظرب بين قساوة البرد و تساقط التلوج ، علاوة على قلة تغطية شبكة الهاتف النقال و الانترنت التي تعتبر السبيل الوحيد لربط الصلة بالأهل و الأقارب…إلا أن كل هذا يتم تناسيه في ظل الترابط الأسري و الأخوي مع أهل البلدة الطيبيون بطبعهم .
لاقت المبادرة إستحسانا كبيرا من طرف الأسر المستفيدة من القفة الغدائية و الملابس ، البالغ عددها حوالي 50 أسرة من أصل 160أسرة مبرمجة لذى الجمعية ، إلا أن قلة المساهمات و المتعاونين حال دون تحقيق هذا الهدف ،
بالرغم من ذلك سيواصل الأعضاء بعزيمتهم العمل في المشروع التقليدي للجمعية حسب ما أشار إليه رئيس الجمعية السيد حسن أيت أوكرام ، ليبقى نشر روح التضامن والتكافل بين الشباب ومساعدة المحتاجين في جل المناطق بالإقليم أهم ركائز جمعية مباردة فاعل خير ورزازات ، آملين من الله أن تجد طموحاتهم أذانا صاغية من طرف الجهات المعنية لتعم الفائدة الجميع.